القيادة الذاتية للسيارات هي مفهوم يشير إلى قدرة السيارات على التحرك والتنقل بشكل تلقائي دون الحاجة إلى تدخل من السائق. تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعارات المتقدمة لتمكين السيارات من تحليل البيئة المحيطة بها واتخاذ القرارات المناسبة للتنقل بأمان. و حسب احد الجمعيات المختصة تتواجد مستويات مختلفة من القيادة الذاتية وفقًا لتصنيف SAE International (الجمعية الهندسية للسيارات)، وتشمل:
- 1. مستوى 0: عدم وجود تقنيات ذاتية للقيادة. يعتمد السائق بالكامل على نفسه للتحكم في السيارة.
- 2. مستوى 1: القيادة المساعدة. توجد بعض التقنيات المساعدة مثل مثبت السرعة التكيفي ونظام الفرملة التلقائية.
- 3. مستوى 2: القيادة الجزئية. تتوفر بعض التقنيات التي تسمح بالتحكم التلقائي بالسيارة في بعض الظروف، لكن السائق ما زال مسؤولاً عن الرصد والتحكم في البيئة المحيطة.
- 4. مستوى 3: القيادة المشتركة. يمكن للسيارة أن تتحكم في نفسها تلقائيًا في ظروف معينة، مع وجود سائق متواجد في السيارة للتدخل إذا لزم الأمر.
- 5. مستوى 4: القيادة التلقائية. تتمكن السيارة من التحكم في نفسها تلقائيًا في معظم الظروف دون الحاجة إلى تدخل من السائق. قد يكون هناك بعض الظروف الخاصة التي تتطلب تدخل السائق.
- 6. مستوى 5: القيادة الكاملة. السيارة قادرة على التحكم في نفسها بشكل كامل في جميع الظروف دون الحاجة إلى وجود سائق في السيارة.
تطوير القيادة الذاتية للسيارات يستمر، وقد تشهد السنوات القادمة تقدمًا في هذا المجال، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة السلامة المرورية وتحسين تجربة القيادة. ومع ذلك، تواجد تحديات تتعلق بالتشريعات والأمن والتقنية لا يزال يعيق تبني القيادة الذاتية على نطاق واسع.
متى بدات القيادة الذاتية؟
فكرة القيادة الذاتية للسيارات بدأت تتطور وتتحقق منذ عقود، ولكنها أصبحت أكثر انتشارًا وتقدمًا في السنوات الأخيرة. يمكن تتبع الجذور الأولى للقيادة الذاتية إلى البحوث والتجارب التي أجريت في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، في عام 2004، نظمت وكالة الأبحاث المتقدمة في مشروع السيارة الذاتية DARPA Grand Challenge، الذي طلب من المشاركين تطوير سيارات ذاتية القيادة للمنافسة في سباق عبر الصحراء. وعلى الرغم من أن معظم المشاركين فشلوا في الانتهاء من السباق، إلا أن هذا الحدث شكل نقطة تحول هامة في توعية الجمهور حول القدرات المحتملة للقيادة الذاتية.
منذ ذلك الحين، قامت الشركات التكنولوجية وشركات صناعة السيارات بتسريع جهودها في تطوير تقنيات القيادة الذاتية. توجد العديد من الشركات التي تعمل في هذا المجال، مثل جوجل (الآن Waymo) وتسلا وأوبر وأبل وبايونير وغيرها.
يجب الإشارة إلى أنه لا يوجد تاريخ محدد لبدء القيادة الذاتية، بل هو نتاج لتطور تقنيات وأبحاث على مر الزمن. تستمر الجهود في هذا المجال، ويتوقع أن يشهد المستقبل المزيد من التطور والاعتماد على القيادة الذاتية في صناعة السيارات.
هل يمكن الاستغناء عن تعلم القيادة و رخصة القيادة مع وجود قيادة ذاتية؟
يعتمد الأمر على التشريعات واللوائح المحلية التي تنظم قيادة السيارات واعتماد التكنولوجيا المتقدمة مثل القيادة الذاتية. في الوقت الحالي، معظم الدول والجهات التنظيمية تتطلب حاليًا وجود رخصة قيادة صالحة للسائقين حتى يكونوا مؤهلين للقيادة، بغض النظر عن وجود تقنيات القيادة الذاتية في السيارة.
ومع ذلك، يجري حاليًا النقاش والدراسات حول كيفية تنظيم وتشريع القيادة الذاتية. قد يتم في المستقبل إصدار تشريعات جديدة تسمح للسيارات ذات القيادة الذاتية بالتحرك بدون سائق في بعض الظروف المحددة.
وبالتأكيد، حتى في حالة وجود تكنولوجيا القيادة الذاتية المتقدمة، من الضروري أن يكون هناك سائق على متن السيارة ويكون قادرًا على التدخل إذا لزم الأمر في حالات طارئة أو في ظروف غير مناسبة للقيادة الذاتية.
بشكل عام، يُعتبر الاستغناء الكامل عن رخصة القيادة في ظل وجود القيادة الذاتية مسألة تحتاج إلى تغييرات في التشريعات واللوائح وتبني تكنولوجيا قيادة ذاتية متقدمة وقوانين تنظيمية محددة لضمان السلامة المرورية وحماية المستخدمين على الطرق.