في أمريكا يتم نقل حوالي 70% من المواد المستهلكة في أمريكا كمنتجات الطعام والوقود ومستلزمات الرعاية الصحية و الملابس والاجهزة الالكترونية و ادوات المنزل وغير ذلك الكثير. عن طريق الشاحنات و وسائل النقل على الطرقات. بدون نقل هذه الإمدادات الأساسية ، ستكون امريكا في بعض المشاكل الخطيرة. لذا فان الحاجة الى سائقين جدد لن تتوقف و في تزايد مستمر. و هذا يدفعنا الى طرح هذا السؤال: كم عدد سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة الذين ينقلون كل هذا المنتج كل يوم وما الذي يسبب النقص في السائقين على مستوى الدولة؟
كم عدد سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة؟
حسب احصائيات الولايات المتحدة هناك أكثر من 3.5 مليون سائق شاحنة ، مما يجعل القيادة واحدة من أكثر المهن شعبية في الولايات المتحدة. على الرغم من أن هذه نسبة تفوق اغلب القطاعات الاخرى الأمريكية إلا أنها لا تزال غير كافية. إذن كم عدد سائقي الشاحنات المطلوبين في الولايات المتحدة للحفاظ على الاقتصاد قائمًا؟
الجواب كان من طرف جمعية النقل بالشاحنات الأمريكية (ATA) التي اكدت على أن قطاع النقل بالشاحنات يحتاج إلى توظيف ما يقرب من 1.1 مليون سائق جديد في العقد المقبل (أو حوالي 110.000 سائق سنويًا) لمواكبة الطلب الحالي للصناعة.
لماذا يوجد نقص في سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة؟
النقص في سائقي الشاحنات ليس مصدر قلق جديد. كل شركات النقل بالشاحنات كانت تجتهد للعثور على المزيد من السائقين على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية. و هذا النقص طبعا الى بعض الاسباب هذه اهمها:
- شيخوخة القوى العاملة: حسب مكتب إحصاءات العمل أن متوسط عمر سائقي الشاحنات المحترفين هو 55 عامًا. وهذا يزيد بحوالي 10 سنوات عن متوسط العمر في قطاعات مماثلة مثل التصنيع والبناء. تقدم عامل في العمر في اي قطاع يعني اقترابه من سن التقاعد و بالتالي سيرحل عن عمله قريبا.وسيترك فراغا في ذلك القطاع
- قطاع يفتقر الى الجنس النسوي: رغم وجود عدد كبير مهم من النساء خلف مقود الشاحنات الكبيرة فان عددهم مقارنة مع الرجال لازال جد هزيل. لا يمثلون سوى 10 في المائة من مجوع السائقين بينما يمثلون النصف من مجموع سكان امركا. و يعود هذا الاحتكار الرجالي لعدة اسباب تتمحور حول عدم ملائمة هذه المهنة للنساء رغم ان عدة شركات امريكية في هذا القطاع تحاول تسهيل هذه المهنة حتى تلائم السائقات. كما أن الصورة النمطية لكون النقل بالشاحنات صناعة للرجال ، حيث يُعتقد غالبًا أنها مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا ساهمت بشكل كبير في عدم ولوج النساء الى قطاع النقل بالشاحنات الكبيرة.
- أسلوب حياة سائق الشاحنة: من الاسباب الاخرى التي ساهمت في هذا النقص العددي لسائقي الشاحنات هو تلك الصورة النمطية عن سائق الشاحنة الذي معظم اوقاته داخل شاحنته و يقضي اغلب حاجاته و اغراضه في تلك المساحة الضيقة بما في ذلك النوم. الكثير لا يحبذ الغياب عن المنزل لاسابيع و يفضل العمل في قطاع اخر يضمن له البقاء بجانب بيته
- حوادث الطريق الخطرة: معظم سائقي الشاحنات متمرسون و ماهرون في القيادة. او على الاقل يجب ان يكون كذلك. لكن الاستمرار في القيادة لساعات طويلة و لايام متعددة قد يسبب بعض الارهاق و التعب و بالتالي فقدان القدرة على مراقبة الشاحنة كما ينبغي مما قد بتسبب في حادثة.وهذا سبب اخر ادى الى عدم انظمام سائقين جدد الى هذا القطاع الحيوي.
- صعوبة قيادة شاحنة: اذا كنت محترف قيادة قد يبدوا لك هذا السبب ليس في محله و لا ينبغي ان يكون من اسباب نقص في عدد السائقين في أمريكا. هذا لانك محترف قيادة و لك خبرة لسنوات في قيادة شاحنة تسحب مقطورة خلفها. لكن الكثير من يعتقد انه لن يكون قادر على قيادة شاحنة عملاقة و تسحب ذلك الشىء الطويل و العملاق, بل هناك من يجد صعوبة في قيادة سيارته الشخصية الصغيرة فما بالك بشاحنة كبيرة
- غلاء اسعار مدارس تعلم القيادة: يتراوح ثمن مدارس تعلم قيادة الشاحنات ما بين 3000 دولار و 6000 دولار حسب نوع المدرسة و حسب عدد الساعات التي تريد و عدد المحاولات إجراء اختبار الطريق التي تريد. هذه الاسعار قد تشكل عائقا أمام البعض. لكن يجب الاشارة أن هناك مؤسسات حكومية تساعد ماديا في تعلم قيادة الشاحنات و الحصول على الرخصة التجارية. كما ان الشركات الكبرى توفر خدمة تعليم القيادة مجانا شرط عقد عمل لفترة محددة أو يمكن ان تدفع لك اتعاب مدارس تعلم القيادة.
التحديات التي يواجهها سائقي الشاحنات وكيفية التغلب عليها
يواجه سائقي الشاحنات العديد من التحديات التي تؤثر على حياتهم المهنية والشخصية. من بين هذه التحديات، نجد الإجهاد الناتج عن ساعات القيادة الطويلة، قلة الراحة، والتأثيرات الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة غير المستقر. من أجل تحسين ظروف العمل وجذب المزيد من السائقين الجدد، يجب التركيز على حلول عملية.
أحد الحلول الممكنة هو تحسين مرافق الراحة على الطرقات، مثل محطات الاستراحة المزودة بمرافق صحية ومناطق استرخاء. كما يمكن تقديم دعم نفسي ومشورة للسائقين لمساعدتهم في التعامل مع الضغوطات اليومية. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحسين برامج التدريب لضمان أن يكون السائقون مجهزين بكل المهارات اللازمة للتعامل مع تحديات القيادة.