استحوذت تطبيقات الركوب مثل Uber وLyft على مشهد النقل العام، حيث أصبحت خيارًا شائعًا للمسافرين في جميع أنحاء العالم. تجسدت هذه الظاهرة في تزايد عدد الأفراد الذين يختارون أن يكونوا سائقين لهذه الخدمات، سعيًا للعمل الحر وتحسين دخلهم. في هذا السياق، قمت بتجربة العمل كسائق لـ Uber و Lyft لمدة شهرين،
سأشارككم في هذا المقال تجربتي الشخصية والتحديات التي واجهتها خلال هذه الفترة. سأستعرض المزايا والسلبيات التي واجهتني مع كل تطبيق، وكيف تأثرت تلك التجارب على حياتي اليومية ومدى رضائي الشخصي كسائق, وطبعا الارباح باعتبارها مربط الفرس. تابعوا معي في هذه الرحلة، حيث سألقي الضوء على الجوانب المختلفة لكل من Uber و Lyft، كيف قضيت هذه الفترة كسائق في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية
المشاكل التي واجهتني كسائق اوبر Uber
تجسدت رحلتي كسائق لتطبيق أوبر في تحديات عديدة، والتي أضاءت على جوانب مظلمة تنطوي على خسائر متتالية. في ظل فترة اقتصادية صعبة، تشكلت أمامي صعوبات مالية تجعل تحقيق أرباح مرضية أمرًا غاية في الصعوبة.
- على الرغم من الترويج لفكرة العمل الحر، إلا أنني وجدت نفسي أحيانًا أقود لمسافات طويلة، فقط لنقل راكب واحد على مسافة قصيرة، ما يتركني في مواجهة أرباح ضئيلة لا تكفي لتغطية تكاليف البنزين، لا تتحدث عن مصاريف السيارة الأخرى.
- إضافة إلى ذلك، قد يكون نقل ستة ركاب في سيارة كبيرة إلى وجهة قريبة، خيارًا يبدو جذابًا، ولكن يتضح في النهاية أن الأرباح الناتجة عن هذه الرحلة لا تعوض حتى تكلفة الوقود، مما يجعل الرحلات ذات السعة الكبيرة تبدو كمغامرة غير مجدية. هنا اريد أن اعزز كلامي بحادث وقع لن أنساه ابدا هو اني قبلت طلب بعد تقريبا اسبوع من بداية عملي. و كان علي ان اقود سيارتي "Toyota sienna " لمسافة طويلة حوالي خمس ميلات أو اكثر حتى اصل الى الزبون. لكن وجدت ستة ركاب و كانت وجهتهم هي فقط قطع الجهة المقابلة من الطريق.
- لا يمكن للسائق أن يعرف وجهة الزبون. أوبر تريد أن تترك السائق كالأعمى لا يمكنه أن يعرف أي شيء عن الزبون خاصة العنوان الذي يريد الزبون أن يصل اليه حتى يبدا السائق الرحلة انداك يمكن ان ترى وجهة الزبون. وهذا سبب قبولي الرحلة السابقة الذكر لاني لم اكن أعلم اين يريدون الذهاب حتى وصلت اليهم وحتى بدات الرحلة ( او قطع الجهة المقابلة من الطريق). أوبر تعمدت هذا حتى يقبل السائق كل الطلبات سواء الجيدة او السيئة وبالتي هي تحاول ارضاء الزبون على حساب السائق.
- قد يختلف الامر قليلا بعد أن يحصل السائق على العلامة الذهبية حيت يمكن أن ترى بعض المعلومات الاضافية تتمتل في مدة الرحلة بخط عريض و اسفلها ستجد مدة و مسافة الرحلة بخط صغير بالاضافة الى تقييم الزبون. لا ادري لما قامت أوبر بتصغير حجم كتابة مسافة ومدة الرحلة...؟
- أما بالنسبة لنقل الركاب إلى مناطق خارج ولاية نيوجيرسي، فالتحدي لم يكن فقط في المسافة الإضافية، بل أيضًا في مصاريف العودة بسيارتي فارغة، وهو ما يضرب بجيبي بقوة، خاصةً مع غياب أي تعويض من جانب التطبيق. لن تستطيع نقل ركاب من ولاية اخرى نحو نيوجيرسي. وكذلك لا يستطيع سائق من ولاية اخرى أن ينقل ركاب من داخل نيوجيرسي. لا اعرف قوانين ولايات اخرى لكن هذا هو حال القانون في نيوجيرسي.
- لكن الأمر الذي أثار استيائي بشكل خاص كانت الإحصائيات المزيفة التي يقدمها التطبيق. فقد واجهت تضليلًا في نسبة قبول الطلبات ونسبة الإلغاء، حيث كانت الأرقام المقدمة لي لا تعكس الواقع، ما يجعلني أتساءل عن مدى الشفافية في علاقتي مع هذا النظام الرقابي. اتصلت بقسم الخدمات لكن الاجابة لم تكن مقنعة و كانت مخالفة لما هو مصرح بها في دليل القيادة لذا Uber. مثلا نسبة قبول الطلبات هي عدد الطلبات التي قبلت مقسومة على 200 او على مجموع الطلبات اذا كات اقل من 200 طلب. هذه القاعدة سوف تكتشف انها لا تعمل بمجرد اقترابك من الانتقال من مستوى الى اخرى كالمستوى الازرق نحو الذهبي مثلا.
- تستعمل أوبر ميزة تصفية الزبائن حسب اتجاه معين من اختيار السائق. حيت يمكن للسائق ان يدخل عنوان يريد أن يصل اليه فورا أو يمكن أن يقوم بجدولة الوقت الذي يريد أن يصل اليه. أوبر تختار فقط زبائن الذين يريدون التنقل في تلك الوجهة. لكن لا تتوقع أن تختار اوبر زبائن دائما نحو وجهتك. كما لا تتوقع أنك ستصل في الوقت المحدد بل لا تتوقع ان أوبر ستحترم الوقت الذي قمت بجدولته. و أحيانا قد تنتهي صلاحية هذه الميزة قبل الوصول الى وجهتك.
- ارباح أوبر احيانا لا تتعدى حوالي 25 في المائة خاصة في المسافات القصيرة و في مدة قصيرة. حيت يتم تحميل الزبون حوالي عشر دولارات و لا يحصل السائق الا على حوالي 3.70 دولار بينما تستحود أوبر على الباقي بدعوى تقديم عدة خدمات. و هذا عكس الفكرة السائدة للعموم التي تقول أن أوبر تحصل على 25 في المائة وأن السائق يحصل على 25 في المائة لكن الحقيقة أن العكس هو الصحيح خاصة في المسافات القصيرة, وتتحقق هذه الفكرة السائدة كلما كانت المسافة الطويلة و كانت هناك ارباح اضافية الاكراميات tips و ارباح وقت الذروة Surge.
المشاكل التي واجهتني كسائق ليفت Lyft.
تستعمل ليفت ميزة Upfront لدفع اتعاب السائق. و هي ميزة تعني أن السائق يرى جميع معلومات الزبون: اين يوجد و اين يريد الذهاب. المدة و المسافة التي ستقطع حتى تصل اليه و مدة و مسافة الرحلة. بل الأهم سعر هذه الرحلة و هذا أمر جيد كما يبدوا لكن دعنا نحلل المشاكل.
- أول مشكل اكتشفت كسائق ليفت هو على السائق أن ينتظر خمس 5 دقائق كاملة في حالة تاخر الزبون بعد ذلك على السائق أن يتصل بالزبون بمكالمة هاتفية. اذا لم تقم بذلك لن تستفيد من اتعاب الغاء الرحلة في حالة قمت بالغاءها
- ثاني مشكل هو أن أغلب زبائن ليفت يتاخرون حتى تقريبا نفاد خمس دقائق. كأنهم يعلمون أن شركة ليفت سمحت لهم بالتاخر لمدة خمس دقائق دون ان تحملهم اي اتعاب. ربما هذا سبب تاخرهم. اذا تاخر 12 زبون لمدة خمس دقائق لكل واحد ستضيع حوالي ساعة من يومك في الانتظار المجاني
- احيانا قد ترسلك الى وجهة نائية حيت عدد الطلبات قليل أو منعدم لاسيما أن عدد زبائن ليفت اقل بكثير من زبائن أوبر. في هذه الحالة ستتحمل تكاليف العودة الى منطقة الطلبات المرتفعة. في هذه الحالة غالبا ما انتقل الى تطبيق أوبر و أقوم بتفعيل ميزة اختيار الوجهة.
- دائما اختار سيارة من نوع lyft Xl على أساس أن ارباحها أكبر مقارنة مع Lyft X لكن في الحقيقة ان ليفت لا تدفع على هذا الاساس حتى أن سالت احد الزبائن عن نوع السيارة التي اختار فكان جوابه سيارة عادية يقصد سيارة lyft x. حسب ما لاحظت أن ليفت تدفع عن المسافة الي الزبون و كذا عن مسافة الرحلة بينما تتجاهل مدة الرحلة و مدة الوصول الى الزبون... لست متأكد من هذا الامر كما لا يوجد جواب مقنع و صريع لذا موقع lyft على الانترنيت.
- بسبب عدم إهتمام ليفت بالوقت قد اقطع احيانا مسافة قصير لكن في وقت جد طويل و لا استفيد الا من اتعاب المسافة
مميزات العمل كسائق لذا أوبر و ليفت
- أهم قاسم مشترك بين أوبر Uber و ليفت Lyft هو ما ستحصل عليه من أرباح. رغم ان الارباح التي ستحصل عليها من كلتا الشركتين غير عادل خاصة في اوقات الطلبات القليلة. لكن مع ذلك اذا كنت ذكيا في تعاملك مع الشركتين و كنت أكثر صبرا و مثابرا فقط تحقق ارباح جد مهمة لا تقل عن 20 دولار لكل ساعة عمل في المعدل و هذا ما اصلا تصر به الشركتين 21.5 في الساعة
- نظرا لعدد زبائن أوبر الكبير مقارنة مع ليفت فغالبا ما يلعب تطبيق أوبر دور المنقد في حالة قادتك رحلة الى منظقة منعزلة او نائية حيت عدد الطلبات جد منخفض. حدث هذا معي في اكثر من مرة في حين ان ليفت لم تقم بهذا ابدا بل انها احيانا تقوم بتسجيل خروجك من التطبيق معتذرة عن عدم وجود رحلات.
- ليفت تدفع اكثر في الرحلات القصيرة وقت الذروة. حاول أن تشغل ميزة البقاء في منظقة معينة حتى تستفيد من الارباح الكبيرة و مسافات قصيرة
- ليفت تتوفر على 2 من طرق تصفية الرحلات في المستوى الأول و على 3 في المرحلة الذهبية و اعتقد انها 6 في المستوى القادم. تصفية الرحلات المتوفرة لذا ليفت عبارة عن اختيار الوجهة و اختيار عنوان و وقت الوصول و البقاء في منطقة معينة.
- بينما تتوفر أوبر على تصفية واحدة فقط يمكن استعمالها مرتين في اليوم فقط لمدة محددة اعتقد 3 ساعات لكل واحدة. في المستوى و الذهي ستحصل على ميزة البقاء في منطقة معينة و يمكن استعمالها لمدة ساعتين فقط كحد اقصى يوميا.
ارباحي مع اوبر و ليفت
- في الحقيقة لا اعمل بصفة متواصلة كما أن بدايتي مع ليفت كانت حوالي شهر واحد فقط بينما وصلت الى شهرين مع أوبر. اعمل فقط اربع أيام بمعدل ساعتين الى ثلاثة بعد الساعة السابعة صباحا و حوالي اربع الى خمس ساعات بعد الساعة الثالثة مساءا. كما اتوقف احيانا لفترة طويلة عندما اشعر بخيبة أمال من تلك الارباح المجهرية خاصة بعد زوال فترة الذروة
- اغلب الوجهات التي عملت بها هي محطات القطار و المدارس و الجامعات و مطار Newark , , و مرتين مطار JFK قبل أن احصل على المستوى الذهبي لاوبر. هذا الاخير يوجد في ولاية نيويورك. هذا يعني ان العودة الى ولاية نيوجيرسي كانت بدون ركاب لان غير مسموح لسائق اوبر نيوجيرسي نقل ركاب انطلاقا من نيويورك أو اي ولاية اخرى.
- تتضمن الارباح أدناه ارباح اخرى اضافية كالإكراميات ( البقشيش) و ارباح وقت الذروة Surge. و حسب تجربتي الخاصة خلال شهر واحد بالنسبة ليفت و شهرين بالنسبة لأوبر استطيع أن اقول أن زبائن أوبر اكثر كرما من زبائن ليفت فيما يتعلق بالاكراميات Tips. لكن حسب ما قرات في عدد كبير من المنتديات و المواقع الامريكية أن هناك تباين في اراء حول من يدفع اكراميات اكثر
- خلال مدة حوالي 6 اسابع حققت حوالي 3000 دولار كسائق Uber
- و حوالي 4 اسابيع حققت حوالي 1000 دولار كسائق ليفت
- افضل يوم حققت خلاله حوالي 340 دولار ما بين التطبيقين
- لم يسبق لي ان حققت اقل من 140 دولار
- عملت حوالي 140 ساعة الى 160 ساعة مابين أوبر و ليفت. لكن اغلب الوقت كان مع أوبر بنسبة تصل لاكثر من 90 في المائة. هذا لا يعني ان أوبر افضل لكن كنت اريد ان احصل على مستوى اعلى حتى استطيع معرفة مدة و مسافة الرحلة. و هذا يتطلب تحقيق بعض الشروط المطلوبة اهمها ان تكون نسبة قبول الطلبات لا تقل عن 85 في المائة.
هل يمكن الاعتماد كليا على أوبر وليفت كمصدر رزق رئيسي؟
الجواب يتوقف بالدرجة الاولى على حاجيات و قدرات السائق و على بعض العوامل الاخرى لا تتعلق بالسائق. على العموم هذه بعض الاسباب التي يمكن أن تساعد على المواصلة في القيادة مع أوبر أو ليفت و اسباب اخرى قد لا تساعدك على ذلك
اسباب مشجعة على المواصلة في اوبر و ليفت
- العمل مع أوبر و ليفت في نفس الوقت يساعد على ان تجد زبائن بسرعة. في حالة كانت الاولى راكضة قد تكون الاخرى جيدة و العكس صحيح. كما يمكن ان تستعين في ادوات تصفية الرحلات احداهما في حالة نفاد هذه الادوات من الاخرى
- تدفع كل من أوبر و ليفت بواسطة الكاش cash. و في فترة التوصل بكشوف الضرائب السنوية سيتوصل سائق اوبر أو ليفت بالوثيقة 1099. عليك بدفع ضرائب تصل الى نسبة 35 في المائة أو اكثر. لكن يمكن أن تقلل من ذلك عن طريق ادخال كل النفقات التي قمت بها خلال السنة كسائق التطبيقين أوبر و ليفت أو احدهما. النفقات مثل الغاز و كلفة الطريق السيار و كلفة الصيانة و الاصلاحات و كل النفقات التي لها علاقة بعملك كسائق لذا اوبر او ليفت او معا.
- صحيح يمكن أن اجد عمل اسهل و افضل و اكثر ارباحا من أوبر وليفت. لكن مع ذلك أرى و يوافقني الراي الكثير من السائقين انهم يفضلون العمل أحرارا كأنهم اصحاب اعمال و لا يريدون العمل لذا اخرين. كما ان نظام الاستيقاض باكرا او العمل لساعة متاخرة ليلا او الإلتزام بوقت معين هو نظام غير محبذ للكثير من الاشخاص. و هذا سبب اختيارهم لمهنة نقل الركاب عن طريق اوبر او ليفت.
اساب قد تمنعك من المواصلة في أوبر و ليفت؟
يعتمد مدى إمكانية الاعتماد على أوبر وليفت كمصدر رئيسي للرزق على عدة عوامل، وهذا يختلف من شخص لآخر. إليك بعض النقاط التي يجب أخذها في اعتبارك:
- تبدل الطلب: قد يكون الطلب على خدمات الركوب مرتبطًا بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، وقد يتغير بشكل كبير. في بعض الأحيان قد يكون هناك طلب كبير، في حين يمكن أن يتراجع في أوقات أخرى.
- تكاليف العمل: يجب مراعاة التكاليف المرتبطة بالعمل كسائق لخدمات مشاركة السيارات، مثل تكاليف الوقود والصيانة والتأمين. قد تؤثر هذه التكاليف على الربحية الشخصية.
- عدم الاستقرار: لا يوفر العمل مع أوبر وليفت استقرارًا وأمانًا مهنيًا مثل الوظائف الدائمة. قد تواجه تحديات في حالة تغيير سياسات الشركة أو في حالة وجود تشريعات جديدة.
- التنافس: قد يزداد التنافس بين السائقين، مما يؤثر على إمكانية كسب الرزق.
- التطور التكنولوجي والتغييرات في الصناعة:** قد يتعرض قطاع خدمات النقل للتغييرات التكنولوجية والتشريعات، وهذا قد يؤثر على فرص العمل.
إذا كنت تفكر في الاعتماد على أوبر وليفت بشكل كامل كمصدر رئيسي للرزق، يفضل أن تكون مستعدًا لتلك التحديات وأن تنظر إلى الأمور بشكل شامل، وربما يكون من الجيد أيضًا النظر إلى خيارات أخرى لتنويع مصادر الدخل الخاصة بك.